الأحد، 28 أغسطس 2011

مظاهرات حاشدة فى سوريا احتجاجاً على «اقتحام» قوات الأمن لمساجد

مظاهرات حاشدة فى سوريا احتجاجاً على «اقتحام» قوات الأمن لمساجد
الشبيحة

  كتب   عواصم ــ وكالات الأنباء    ٢٨/ ٨/ ٢٠١١
فى الوقت الذى حثت فيه بعثة إنسانية للأمم المتحدة على حماية المدنيين فى سوريا ـ حيث أدت أعمال القمع إلى سقوط ١٢ قتيلاً خلال مشاركتهم فى مظاهرات فى عدة مدن سورية تحت اسم «جمعة الصبر والثبات»، وذكرت مصادر سورية أن مظاهرات حاشدة خرجت فى ٩ مناطق متفرقة فى سوريا احتجاجاً على «اقتحام» قوات الأمن السورية عدداً من المساجد، على حد قولهم ـ اتهم رئيس ائتلاف شباب الثورة السورية، وحيد صقر، ميليشيات «حزب الله» بالتورط فى قتل المتظاهرين السوريين.
وأكد صقر أن لديه وثائق وأدلة تدين «نصرالله» عبر إرسال مقاتليه للأراضى السورية تحت ذريعة ما يسمى بـ«الممانعة». واعتبر أن هذه الفزاعة التى طالما تحجج بها حزب الله «مجرد فقاعات كاذبة»، متسائلاً عن تحرك حزب الله لمحاربة إسرائيل و«تدميرها للبنية التحتية بلبنان فى سبيل تحرير ٢ من جنودها، فى حين أنه لم يحرك ساكناً ولم يتخذ أى موقف من دمشق، حيث يقبع المئات من المعتقلين اللبنانيين فى السجون السورية» ـ بحسب قول صقر فى حديث لقناة «العربية».
جاء ذلك فيما صعدت الأمم المتحدة من ضغوطها على الرئيس السورى بشار الأسد، معلنة أمس الأول، أن أول بعثة لها يسمح بدخولها إلى سوريا منذ بدأت الحكومة حملة عسكرية ضد المحتجين فى مارس الماضى، وجدت أن المدنيين فى أمسّ الحاجة لمزيد من الحماية ويشعرون أنهم «تحت تهديد مستمر»، ودعا مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، قوات الأمن السورية إلى «الامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين».
ويأتى تقييم الأمم المتحدة بعدما لقى ١٢شخصاً مصرعهم، أمس الأول، برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات شارك فيها الآلاف فى عدة مدن سورية تحت اسم «جمعة الصبر والثبات»، وردد المتظاهرون خلالها هتافات تنم عن تحد متصاعد للنظام، منها «الموت وليس الإذلال»، و«الشعب يريد إعدام الرئيس»، و«القذافى طار طار إجا دورك يا بشار».
وذكرت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن أنباء واردة من العاصمة السورية دمشق أفادت بأن قوات الأمن التى تفرض حصاراً مشدداً على مسجد «الرفاعى» فى ضاحية كفر سوسة فى ريف دمشق، أطلقت القنابل المسيلة للدموع على آلاف المصلين لمنعهم من مغادرة المسجد بعد أداء صلاة التراويح وإحياء «ليلة القدر»، أمس الأول، وأفاد نشطاء بمقتل متظاهر وإصابة العشرات فى محيط المسجد، وأوضحوا أن حصار المسجد مازال مستمراً، وأن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات عشوائية داخل المسجد شملت عشرات المصلين.
وأضاف نشطاء أن قوات الأمن مدعومة بدبابات الجيش، قامت بمحاصرة ما يقرب من ٢٠٠٠ محتج داخل المسجد «العمرى» فى درعا، وأجبرتهم على البقاء داخل المسجد حتى صباح أمس، فيما أعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن قوات الأمن أطلقت النار على المصلين فى مدينة «حمص» أيضاً، أمس الأول، لمنعهم من إحياء ليلة القدر، وذكرت قناة «الجزيرة» على موقعها الإلكترونى أن القوات السورية اقتحمت أيضاً مسجد العزيز بحى الميدان ومسجد سعد بن معاذ بحى المالكى بدمشق، فيما خرجت مظاهرات حاشدة من عدة أحياء بالعاصمة السورية ومدن بريف دمشق وحمص صباح أمس احتجاجاً على اقتحام الأمن السورى للمساجد.
لكن المجتمع الدولى لايزال منقسماً حيال الملف السورى، حيث بدأت روسيا، أمس الأول، اختبار قوة مع الدول الغربية فى مجلس الأمن عبر عرضها مشروع قرار حول سوريا يتجنب الدعوات الغربية إلى فرض عقوبات على الأسد، ليكون بذلك هناك مشروعان على طاولة مجلس الأمن، الأول أوروبى عرضته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال ويحظى بدعم الولايات المتحدة، والثانى روسى يكتفى بدعوة الأسد إلى تسريع الإصلاحات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق