الأربعاء، 17 أغسطس 2011

أسرار الصعود الغامض فى استطلاع المجلس العسكرى

«المصري اليوم» تخترق الحواجز.. وتكشف أسرار الصعود الغامض فى استطلاع المجلس العسكرى:

  كتب   محمد طلعت الهوارى وأحمد رجب ومصطفى المرصفاوى ومحمد العمدة    ١٧/ ٨/ ٢٠١١


سليمان
نجحت «المصرى اليوم» فى كشف الغموض الذى أحاط بالصعود المفاجئ للواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، ومدير المخابرات العامة السابق، من المركز السابع إلى الصدارة فى استطلاع المرشحين لرئاسة الجمهورية، الذى أجراه المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك» رغم انتهاء التصويت فعلياً فى ١٩ يوليو الماضى.
كان رصيد عمر سليمان فى الأيام الأولى للتصويت هزيلاً، فخلال ١٢ يوماً كان رصيده ٣% من الأصوات، مقابل ٣٠% للدكتور محمد البرادعى، وانتهى الاستطلاع رسمياً فى ١٩ يوليو، غير أن عمليات التصويت تغيرت اتجاهاتها، حيث تناقص معدل الأصوات التى ينالها كل من البرادعى والدكتور محمد سليم العوا، مقابل صعود صاروخى لكل من الدكتور أيمن نور واللواء عمر سليمان، إذ قفز الأول من نحو ٢% فى الأسبوع الأول للتصويت إلى ١٥% حتى أمس الثلاثاء، فيما حقق الثانى تقدماً أسطورياً باحتلاله صدارة التصويت بـ٢١% من الأصوات.
ورصدت «المصرى اليوم» معدلات تصويت هائلة للواء عمر سليمان بين يومى الأحد والثلاثاء ونجح محرر الجريدة من خلال البحث والتقصى الفنى فى الوصول إلى المصدر الأساسى الذى يتم فيه التصويت لعمر سليمان، وهو مقهى قريب من مقر النادى الأهلى فى مدينة نصر، وتوصل إلى أن شخصاً يسمى «رأفت» يحجز غرفة فى المقهى ويقود مجموعة من الشباب تتراوح بين ١٠ و١٥ شاباً، وأعمارهم بين ١٥ و١٨ سنة، ويتولى هؤلاء إعداد حسابات بريد إلكترونى مزيفة مؤقتة، لاستخدامها فى الدخول على «فيس بوك» والتصويت فى الاستطلاع لعمر سليمان.
وبعد مداولات واتصالات مع وسطاء نجح محرر «المصرى اليوم»، فى الاتفاق مع مشرفى المجموعة على العمل معهم، على أن يتقاضى جنيهاً عن كل صوت مزيف ينجح فى إضافته لرصيد «سليمان»، كما يحصل على ١٠٠ جنيه عن كل ٢٠٠ عنوان بريد إلكترونى مزيف يتم الحصول عليها عبر مواقع متخصصة فى إنشاء الحسابات المؤقتة التى لا يستمر عملها سوى ١٠ دقائق.
وكانت المفاجأة الكبرى، أثناء عمل المحرر مع ما يمكن تسميته «ميليشيات التصويت لعمر سليمان»، دخول سيدة فى الأربعين من عمرها المقهى وإجراءها حواراً مع «رأفت» قائد المجموعة، وحذرته بقولها «إعوا حد يكشف اللى بنعمله لأى شخص»، ومن خلال الحوار كان واضحاً أنها تتولى تمويل العملية، كما أفاد عدد من الشباب العاملين بأنها تدير موقعاً آخر للتصويت فى شقة بحى المهندسين، وقالوا إنها على صلة وثيقة باللواء عمر سليمان.
يذكر أنه فى مطلع شهر يوليو الماضى، حسب النتائج الأولية للاستطلاع، احتل الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المركز الأول فى التصويت بـ٦٥ ألفاً و٤٩ صوتاً، بنسبة ٣٠%، فيما جاء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، فى المركز السابع فى التصويت بـ٦ آلاف و٩٦٣ صوتاً، بنسبة ٣% فقط، أى أن نسبة التصويت لصالح البرادعى بلغت ١٠ أضعاف نسبة التصويت لسليمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق